العواصف القطبية الشمالية تهدد بتحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة بالولايات المتحدة

العواصف القطبية الشمالية تهدد بتحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة بالولايات المتحدة

اجتاح الطقس الشتوي الجليدي الولايات المتحدة، حيث هددت موجة من العواصف القطبية الشمالية بتحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة المنخفضة في أماكن متفرقة من البلاد وانتشر البرد والثلوج بنحو طغى على جميع الفعاليات الرئيسية بداية من تصفيات كرة القدم حتى الحملات الانتخابية الرئاسية.

وذكرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم الأحد أنه مع بدء عطلة نهاية الأسبوع اتسمت توقعات الطقس بمجموعة كبيرة من التحذيرات المُرمزة بالألوان، بدءًا من التحذير بعاصفة ثلجية في ولاية أوريجون إلى التحذير من عاصفة ثلجية في السهول الشمالية إلى تحذيرات من الرياح العاتية في نيو مكسيكو.. مشيرة إلى أن الطقس العاصف في ولاية أوريجون لعب دورًا في وفاة ثلاثة أشخاص.

وفي بورتلاند، أكبر مدن ولاية أوريجون، يحقق الأطباء الشرعيون في حالة وفاة بسبب انخفاض حرارة الجسم بسبب هطول أمطار متجمدة وثلوج كثيفة في مدينة أكثر اعتيادية على أمطار الشتاء المعتدلة في حين لجأ مئات الأشخاص إلى مراكز التدفئة خلال الليلة الماضية.

وقالت السلطات في بحيرة أوسويجو بولاية أوريجون إن شجرة كبيرة سقطت على منزل أثناء الرياح العاتية أمس السبت، ما أسفر عن مقتل رجل مسن في حين تم بالفعل الإبلاغ عن حالات وفاة مرتبطة بالطقس قبل أيام في كاليفورنيا وأيداهو وإلينوي وويسكونسن.

وأعلن حاكم ولاية نبراسكا جيم بيلين حالة الطوارئ.. مشيراً إلى "ظروف خطيرة للغاية" حيث سقط ما يصل إلى قدمين من الثلوج في بعض المناطق خلال الأسبوع الماضي، كما تم إغلاق حوالي 1700 ميل (أي حوالي 2735 كيلومترًا) من الطرق السريعة في نبراسكا.

وقال الكولونيل جون بولدوك من ولاية نبراسكا: إن شرطة الولاية ساعدت أكثر من 400 من سائقي السيارات ممن تقطعت بهم السبل.

ومن جهته، قال خبير الأرصاد الجوية في هيئة الأرصاد الوطنية زاك تايلور: "لقد شهدنا الآن عدة عواصف متتالية في جميع أنحاء البلاد، يحدث هذا عادةً مرتين على الأقل في فصل الشتاء في الولايات المتحدة"، فيما انقطعت الكهرباء بعد ظهر أمس السبت عن مئات الآلاف من المنازل والشركات خاصة في ولايات ميشيجان وأوريجون وويسكونسن.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية